حكاية علاء مبارك مع تجارة الآثار والزئبق الأحمر
هذه قضية خطيرة .. والاخطر ان يترك كل المشاركين فى الجريمة طلقاء أحرار ينهبون ثروات مصر وخيراتها دون عقاب رادع ..
القضية لاتتعلق باحتكار السلع الغذائية ، ولكنها تتعلق بطمس تاريخ مصر الفرعونى .. طمس 7 آف سنة حضارة ..
والاغرب ان بعض رموز الفساد فى عصر المخلوع حاولوا تقنين بيع تاريخ مصر واثارها لمن يدفع أكثر ..
والغريب أن لصوص الآثار من رجال مبارك كانوا يفعلون ذلك في وضح النهار ويعتبرون الاتجار في مستقبل أبناء مصر وثرواتهم أمرا مباحا بل ووصلت بهم الوقاحة أن أحد رموز هذا النظام الفاشل وأحد أركانه الواهية وهو أحمد عز طالب بتقنين تجارة الآثار وشرع في تفصيل وتمرير أحد القوانين التي تنظم ذلك.
فرجل جمال مبارك "المدلل" جاء إلي المشهد السياسي ليقلبه رأساً علي عقب ولكنه لم يخلع جلباب التجارة فبعد أن استحوذ علي تجارة الحديد واحتكر السوق وجد ضالته في تجارة جديدة ستفتح له أبواب المجد وبالعملات الصعبة وهي تجارة الآثار ووجد المناخ مهيأ للجميع لدخول هذا الملعب الكبير فهناك بعض رموز النظام سبقوه إلي هذه التجارة وعلي رأسهم علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع الذي دخل الملعب مبكراً وعلي مرأي ومسمع من والده وبمساعدة زكريا عزمي كاتم أسرار القصر كانت تجارة الآثار في بداية عهد الرئيس السابق تقتصر فقط علي صغار التجار خاصة في الصعيد وكانوا يتعاملون مع بعض التجار الكبار ذوي الصلة بالأجانب الذين يجيدون تصريف هذه الآثار وتهريبها خارج الحدود
حتي ظهر الفرعون الصغير زاهي حواس الذي بدأ نجمه يسطع في سماء العالمية من خلال عشقه لتاريخ مصر القديم وآثار مصر الفرعونية وأصبحت الدولارات تنهال عليه من كل دول العالم للتعرف علي تاريخ الفراعين القديم وعبقريتهم في كل العلوم للدرجة التي جعلت من حواس صاحب تسعيرة محددة يدفعها له الملوك والأميرات ليصطحبهم في رحلة إلي أسرار مصر القديمة وهذه التسعيرة تجاوزت مئات الألوف من الدولارات وكان هذا الأمر غير ملعن في بادئ الأمر ولكن سرعان ما تم إعلانه لاحقاً فقد بدأ الرجل رحلة بيع علمه وما هي إلا سنوات قليلة وتحول الرجل إلي شاهبندر تجار الآثار في مصر فقد كان حواس يمتلك كل مفاتيح اللعبة منذ سنوات طويلة واستطاع أن يكشف أسرارا كثيرة في حياة المصريين القدماء وقد أعلن ذلك صراحة في أحد اللقاءات الخاصة مع سوزان مبارك عقب استقبالها لإحدي الأميرات عندما سألته سوزان عن القوة الخارقة للفراعنة وقدماء المصريين فلم يخجل الرجل رغم تفاخره بعمله ورفضه للأفكار الأسطورية أن يعلن صراحة أن الفراعنة استمدوا عبقريتهم من تسخيرهم للجان.
في بادئ الأمر رفضت سوزان هذه الفكرة وأكدت أن هذه مجرد خزعبلات إلا أن حواس قدم علي الفور وفي التو واللحظة الدليل القاطع وضرب لها مثلاً بأنه لا توجد أي نقوش فرعونية أو رسومات جدارية تفيد بأن الفراعنة وصلوا للفضاء أو اخترعوا سفينة فضاء ورغم ذلك فانه بعد صعود العلماء لسطح القمر وجدوا بعض الأحجار محفورة باللغة الفرعونية ولا يستطيع أحد أن يحقق ذلك في هذه الحقبة الزمنية سوي القوي الخارقة المتمثلة في تسخير الجن.
المهم أن الرجل كان أول من استغل هذه الأسرار واخترق العالم المجهول ولم تؤثر فيه «لعنة الفراعنة» فبدأ الإعداد والتجهيز لاستغلال هذه القدرات الخارقة في تحقيق ثروات لا يعلم عنها أحد أي شيء وفي وقت مبكر لم يكن أحد قد التفت إليه.. واستمر الحال علي هذا المنوال لسنوات حتي ظهر علي سطح الأحداث قضية هزت الرأي العام إنه الزئبق الأحمر مفتاح السعادة والوصول إلي المجد والثروة بسرعة الصاروخ ودون تعب أو مشقة.. بدأت القصة عندما انتشرت أنباء عن شيء يسمي «الزئبق الأحمر» غالي الثمن وقيل وقتها إن قدماء المصريين كانوا يدفنونه في مقابرهم بجوار المومياوات ووصل سعر جرام الزئبق الأحمر لمليون جنيه باعتبار اكسير الحياة الذي يعالج الشيخوخة وأمراضها إلي جانب أنه بوابة السعادة لتحقيق الثروة حيث استخدمه البعض لتسخير الجان وتوليد الأموال.
وفي تلك اللحظة فقط دخل إلي عالم تجارة الآثار وتسخير الجان تجار جدد من خارج الكار بل ووصل الأمر إلي أن بعض القيادات الأمنية في ذلك الوقت دخلت اللعبة وكانوا يشرفون علي عمليات نقل الزئبق من المقابر الفرعونية بجنوب مصر مقابل أموال طائلة.
وتواترت القصص المرعبة حول تحقيق البعض لثروات هائلة تجاوزت مئات الملايين من عمليات توليد الأموال وتجارة الآثار والزئبق الأحمر وظهرت عدة أسماء من نجوم السياسة والفن ورجال الأعمال في هذا الإطار أشهرهم علاء مبارك وأحمد عز وطاهر القويري.
ورغم أن هذه الأحداث هزت الرأي العام وظلت لعدة سنوات هي البطل الأوحد لعشاق المال والثروات الطائلة إلا انه سرعان ما هدأت الأحداث وبعدها بسنوات قليلة أصبح اللعب علي المكشوف عندما ظهر أحمد عز وطالب بإصدار قانون ينظم تجارة الآثار وبيع تاريخ مصر وثرواتها.
وقد لعب زكريا عزمي دورا قويا مع أحمد عز من أجل باقناع مبارك بضرورة وجود مشروع قانون يسمح بتداول الآثار والاتجار فيها داخل مصر وذلك اقتداء ببعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وإيطاليا وتركيا.
وبمجرد أن تم عرض مشروع القانون علي مبارك وأبدي موافقته بدأ القائمون علي أعمال أمانة التنظيم بالحزب الوطني بقيادة أحمد عز بإعداد مسودة القانون تمهيداً لعرضها علي مجلس الشعب من أجل إقراره وهو ما حدث بالفعل غير أن حرباً شرسة تصاعدت حدتها بين فاروق حسني وأحمد عز لدرجة أنه هدد الأول بتقديم استقالته في حالة تمرير مثل هذا القانون الذي يسمح بالاتجار في الآثار والذي يؤكد أن تداول الآثار المصرية نشاط مسموح به داخل مصر وفقاً لقوانين الآثار بدول العالم المختلفة.
فاروق حسني ـ بحسب الموجز ـ لم يكتف بذلك فقط بل شن حملة شديدة علي أحمد عز وتحدث أمام المثقفين الذين يثق فيهم عن مخطط عز لتهريب آثار مصر للخارج ليس ذلك فقط بل فتح ملف أحمد عز مع السفارة الإسرائيلية وصفقاته المشبوهة معها فقبيل أن يتقدم عز لمبارك بمشروع قانون الاتجار في الآثار كانت هناك محاولات له باقناع «المخلوع» بفكرة الجدار الفولاذي مع الحدود الفلسطينية أعد لها من أجل تشغيل شركاته وهو الأمر الذي كتب بداية نهاية مشروع قانون الاتجار في الآثار حيث ظل حبيس أدراج مجلس الشعب ولم يحاول عز أن يفتح ملفه من جديد بعد أن وصلت حملة فاروق حسني لمسامع الكبار الملتفين حول مبارك الأمر الذي دفعه للصمت وعدم الحديث عن هذا القانون مرة أخري.
لم تقتصر حروب الاتجار في الآثار عند هذا الحد وساد الشارع السياسي حالة من الفوضي والشائعات وبعد القاء القبض علي السيد السويركي صاحب محلات التوحيد والنور بتهمة الجمع بين أكثر من 4 زوجات تردد وقتها أن القضية تم تفصيلها لأسباب سياسية إلا أن حقيقة الأمر التي لا يدريها أحد أن الرجل ذهب ضحية تجارة الآثار واللعب في ملعب الكبار فالسويركي كان يمتلك قطعة أرض كبيرة بجوار فرع النعام أقام عليها فيما بعد مسجداً كبيراً واثناء الحفر لتأسيس المسجد عثر العمال علي آثار فرعونية بكميات كبيرة وفي واقع الأمر قام السويركي علي الفور بالاتصال بالجهات المسئولة وقام بتسليم الآثار الفرعونية
إلا أن الكبار لم يكتفوا بذلك واشاعوا أن رجال السويركي استولوا علي الزئبق الأحمر وبعض الآثار غالية الثمن وتركوا الباقي للخروج من القضية بحيلة شيطانية حتي يرتدوا ثوب البطولة والوطنية فصدرت التعليمات بتصفية الرجل وتأديبه بعدة سنوات سجن وقيل إن الموضوع تدخل فيه علاء مبارك شخصياً وبعد دخول عز لعالم الآثار أصبحت هذه التجارة هي الهواية المفضلة لرجال الوطني بمعاونة بعض قيادات الشرطة التي قبضت الثمن وسهلت المهمة وتأمينها خاصة في المناطق العامرة بالآثار الفرعونية مثل منطقة عين شمس والمطرية إلي جانب صعيد مصر الذي يضم في باطن أرضه أكثر من ثلثي آثار العالم.
الموضوع استفز بعض رجال النظام الذين لم يدخلوا اللعبة وعلي رأسهم د.أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق الذي أعرب في أحد لقاءاته مع زكريا عزمي عن غضبه الشديد من تورط رجال الوطني في هذه التجارة المحرمة فأكد له عزمي أن الموضوع أكبر من النواب وأن هذه التجارة ربما تقنن في القريب العاجل فأجاب سرور قائلاً يا ولاد المجانين.. حرامية.. وبهايم كمان.
ووصل الأمر إلي درجة الصراع والضرب تحت الحزام بين رجال الوطني في صفقة فيلا الإسكندرية المهجورة وهذه الفيلا لها قصة شهيرة لا يعلمها إلا أهالي الإسكندرية فرغم موقعها المتميز علي البحر إلا أنها مهجورة بدعوي أنها مسكونة من الجن الحراس مما أسال لعاب تجار الآثار للاستحواذ علي هذه الفيلا وتسخير الجان لاستخراج ما في باطنها من آثار وذهب فرعوني وزئبق أحمر تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
لم يكن القائمون علي أمر البلاد في غفلة مما يتم خلف الستار بمن فيهم سوزان مبارك التي كانت تدير البلاد في السنوات الأخيرة ورغم أن جهود فاروق حسني نجحت في كبح جماح أحمد عز من خلال قربه من سوزان إلا أن مافيا تجارة الزئبق الأحمر والآثار الفرعونية لم يكبح جماحها أحد بعد ذلك.
واستمرت عمليات الاستيلاء علي الآثار المصرية تحت عدة غطاءات أهمها شراء الفيللات القديمة في المناطق المشهور عنها أنها مناطق أثرية والقيام باستخراج تصاريح هدم وفي جنح الظلام تتم عمليات استخراج الآثار وتصويرها فيديو وعرضها علي العملاء والاتفاق علي الثمن ولزيادة عمليات التأمين غالباً ما كان يتم الاتفاق مع بعض القيادات الأمنية من ذوي الذمم الخربة ليكونوا شريكاً أصيلاً في هذه التجارة التي تنهب فيها ثروات البلاد وتاريخها.
وبالفعل تم الاستيلاء علي عدد ضخم من الفيللات القديمة ذات المبان التراثية سواء في القاهرة أو الإسكندرية وأشهرهم فيللا الإسكندرية المشهورة التي تحدثنا عنها ودخل اللعبة بعض أعضاء مجلس الشعب الذين استغلوا حصانتهم لتحقيق الملايين من وراء هذه التجارة بالاتفاق مع عدد من المقاولين الذين كانوا يستخدمون كغطاء لإتمام هذه العمليات لصالح الكبار بالإضافة إلي عدد من ضباط المباحث في بعض الأقسام الذين دخلوا اللعبة أيضاً بنسب متفاوتة كل حسب دوره في إتمام المهمة كل هذه العمليات الكبيرة والصغيرة كانت تصب في مطبخ واحد في نهاية الأمر هو ملعب «عزمي وعلاء وعز» وسرعان ما يتم الاستعانة بشهبندر تجار الآثار «زاهي حواس» ليقوم بإتمام عمليات التقييم والفرز وربما يلعب دور السمسار ويساهم في بعض العمليات في جلب الزبون المناسب عندما تكون القطع الأثرية مميزة.
ورغم أن فيللا الإسكندرية المهجورة ظلت لسنوات طويلة تمثل لغزاً مخيفاً لأهالي الإسكندرية إلا أن عفاريت مبارك لا يستعصي عليهم أي شيء وبالفعل تم الاستيلاء عليها ونهب كل ما في باطن أرضها وكلمة السر بالتأكيد كانت تسخير الجان لاستخراج الآثار والذهب والزئبق بإذن حراس المقابر الفرعونية من الجان كما يطلق عليهم تجار الآثار.
أما البطل الذي لمع نجمه في سماء العائلة المباركة خلال السنوات الأخيرة واستطاع أن يخترق أسوار الباب العالي بمنتهي السهولة فهو النائب علاء حسنين الذي استطاع أن يخترق قلب العديد من المشاهير والنجوم والسياسيين باعتباره صاحب الكرامات ومخترق العالم الآخر.
ذاع صيت الرجل في بادئ الأمر عندما خاض انتخابات مجلس الشعب في المنيا وتحديداً في دائرة ديرمواس خاض الرجل المنافسة في بادئ الأمر علي مقاعد المستقلين واستطاع أن يطيح بكل أعضاء الوطني واكتسح الجميع باقتدار مما آثار دهشة من حوله جميعاً ولم يستطع أحد بعدها أن يقف في وجه صاحب البركات والكرامات ومن يومها وسارع رجال الحزب الوطني إلي ضم الرجل لعباءتهم باعتباره سيكون مفتاحاً سحرياً وحلالاً لكل المشاكل والأزمات ووقتها قال أعضاء الحزب الوطني إن العفاريت هي التي حسمت صناديق الانتخابات لصالح علاء حسنين وأنه من الأفضل ألا يخوض ضده أحد أي منافسات قادمة فالرجل ليس قوة واحدة ولا قوتان ولا حتي ثلاثة.
قوة علاء حسنين الخارقة والروايات والأساطير التي أحاطت به في كل مكان أكدت هواجس عشاق تجارة الآثار من الجالسين علي مقاعد المتفرجين ودفعتهم للانطلاق داخل الملعب والايمان والتسليم بالعالم السفلي الذي يستطيع أن يحقق أكثر ما يحققه مصباح سليمان.
واستمرت حلقات الصراع لسنوات طويلة في هذا الإطار ورغم أن نظام مبارك قد سقط إلا أن مافيا تجارة الآثار مازالت متألقة وتنهب في تاريخ مصر وتنفق الملايين من أجل حماية هذه التجارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق